بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 14 أكتوبر 2015

قلعة "إيكجان" تحكي قصّتها للأجيال.. وشباب يبحثون عن هويتهم في قصر أحمد باي

قلعة "إيكجان" تحكي قصّتها للأجيال..
 وشباب يبحثون عن هويتهم في قصر أحمد باي



علجية عيش ،نشر في الأمة العربية يوم 01 - 01 - 2013

أكثر من 300 زائر يقصدون قصر أحمد باي ليلة رأس السنة 


 شهد الاحتفال بعيد رأس السنة الميلادية بعض التراجع، حيث بدأت العديد من العائلات القسنطينية تتخلى عن هذه العادات الدخيلة على المجتمع الجزائري مثل شراء كعكة عيد رأس السنة أوكما تعرف باللاتينية "لابيش"، حيث شهد قصر أحمد باي أول أمس الاثنين إقبالا كبيرا للعائلات والشباب للإطلاع على ما يختزنه من آثار وما يحفظه من أسرار تتعلق بهوية الجزار وماضيها العريق، خاصة بعد فتح الطابق السفلي للقصر أمام الزوار، لاسيما والجزائر ما تزال تحتفل بالذكرى الثامنة والخمسين لاندلاع ثورة نوفمبر،
أبهر شباب وعائلات كانت رفقة أطفالها بما يحتضنه الطابق السفلي قصر أحمد باي الذي تحول إلى معهد وطني للفنون والثقافات الشعبية، وهو عبارة عن نفق جمع حضارات شعوب شمال إفريقيا، من خلال اللوحات الفنية القديمة جدا منقوش فيها طيور من البرونز يعود تاريخها إلى القرن الرابع الهجري (العاشر للميلاد)، ورسومات على الورق لجنود مسلحين يعود تاريخها إلى القرن الخامس الهجري (الحادي عشر للميلاد)، وصحون من الخزف طراز الفيوم القرن الخامس الهجري. ويحتضن نفق قصر أحمد باي (الجناح السفلي) صفحات من المصحف الشريف مكتوب بالذهب على الورق بالخط الكوفي تونس في القرن الرابع الهجري الموافق للعاشر ميلادي، وخرائط لمنازل كتامة داخل أسوار القاهرة، وفي جدران مقابلة توجد كتابات تاريخية تعود إلى العهد الفاطمي وتأسيسهم للعاصمة الجديدة القاهرة واحتضانها العناصر المغربية المتمثلة في الكتاميين والزوبريين الصنهاجيين والباطليين، والصقالبة الذين قدموا مع جيش جوهر الصقلي ثم الخليفة المعز لدين الله وأسسوا لهم مواطن داخل أسوار المدينة المحصنة واقتسموا حاراتها. كما توجد صور لمدينة أشير قديما في القرن الخامس الهجري ومدينة المهدية التي عرفت بضخامة أسوارها، وفي الجانب الآخر من النفق توجد لوحات أخرى تكشف عن مناظر سور قاعة "إيكجان"  (بني عزيز) ، في القرن الثالث الهجري (القرن التاسع للميلاد)،  وصور أخرى من قرية بونوح التي تربط بين دراع الميزان وتيزي وزو، بعض العائلات شكلت مجموعات مجموعات يرافقهم مرشد متخصص في تاريخ الحضارات. وحسب أحد مسؤولي المعهد، فإن عدد الزيارات تجاوزت 300 زيارة ليلة رأس السنة، معظمهم شباب، وهوما يؤكد على أن هذا الجيل أصبح متعطشا بل شغوف لمعرفة تاريخه وماضيه وحضارات الشعوب، ولم تعد تؤثر فيه حضارة الغرب رغم تكيفه مع تكنولوجيا وظهور الهوائيات وانتشار الفضائيات والفايسبوك.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق